akdak

المقالات

القسم الولائي

درر من أخلاق الإمام الحسين عليه السلام

430

السيد مصطفى الخاتمي

يعرّف العلماء الأخلاق بتعريفات كثيرة، وكلها ترجع إلى معنى واحد جامع، وهو أنّ الأخلاق: (ما يحصل بها الكمال من الأفعال الحميدة، واجتناب القبيحة).


وعلى هذا فإنّنا حينما نتحدث عن الأخلاق في أعلى مراتبها، فإنّنا في واقع الأمر نتحدث عن العصمة في أعلى مراتبها، وحسبنا أنّ الله تعالى قال في سيّد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ).


فمعنى الخُلُق العظيم في هذه الآية الشريفة هو الكمال العظيم، وليس هو هنا إلاّ العصمة الذاتيّة المجعولة من قبل الله تعالى كما أعلنت عن ذلك الأدلة الواردة في شأن خصوص الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم، أمّا في غيرهم عليهم السلام فالحديث عن الأخلاق يكون حديثاً عمّا يسمّى بالعصمة الاكتسابيّة التي يمكن أن ينالها الإنسان كلّما أمعن في فعل الطاعات واجتناب القبائح، بل يمكن للإنسان حينئذ أن يدرج في مجموعة الصدّيقين إدراجاً تشريفيّاً كما هو حال شهداء كربلاء رضوان الله تعالى عليهم.