المقالات
القسم الولائي
راس الامام الحسين عليه السلام نطق آي من القرآن الكريم في سبعة مواضع ....
ان تمعن المؤمن الموالي لأهل البيت(عليهم السلام) والمحب لسيد الشهداء (عليه السلام) وتفكره في هذه الشخصية الالهية الفذة والغور في اسرارها ولو على نحو الاستطلاع والنظرة الى كثرة المعاجز الخارجية التي حصلت ولازالت مستمرة والمستور اعظم، منذ شهادته المقدسة سيقف مبهورا ومتعجبا من عظمة هذا الامام المعصوم وكثرة الاسرار التي تحف به وكانه القطب الاوحد في الاسلام وعليه الثقل الاعظم لتثبيت هذا الدين وهذا ما سمحت به نفسه المقدسة الطاهرة اذ يقول وهو يجود بنفسة عندما سقط من على ظهر جواده في ظهيرة يوم عاشوراء(الهي ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى) هذا يدل على ذوبان الامام الحسين في هذه القضية الالهية التي ثبت مبادئها وارساها على الارض بدمائه الطاهرة ودماء النخبة من اهل بيته واصحابه البررة(صلوات الله وسلامه عليهم).
ان الامام الحسين بن علي عليه السلام وان لم يرى شخصه الا انه حاضر في كل المواقف وكل الاحداث(وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) سورة ال عمران،آية169. وهذه الاسرار لم يطلع عليها احد الا المعصوم نفسة فهي من العلوم الغيبية التي تفوق مقدرة الانسان العادي، وانما يتصدى لها من له دراية بعالم الملكوت الذي يسمى :بعالم الارواح، وعالم الافعال، وعالم الغيب والباطن، لأنه خارج عن هذا الجسد القاصر عن ادراك حقائق الغيب،
لذلك نطق راس الامام الحسين عليه السلام وهو مرفوع على الرمح وهو يدار في ازقة الكوفه عندما اخذت الرؤوس الى عبيد الله بن زياد عليه اللعنة ، الآية (9) من سورة الكهف (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا).
وفي كتاب مناقب امير المومنين (عليه السلام)عن محمد بن سليمان الكوفي عن ابو احمد قال : سمعت محمد بن مهدي يحدث ، عن عبد الله بن داهر الرازي ، عن ابيه عن الاعمش : عن المنهال بن عمرو قال :
رأيت رأس الحسين بن علي على الرمح وهو يتلو هذه الاية (ام حسبت ان اصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا) الكهف9) فقال رجل من عرض الناس :
إن رأسك اعجب يابن رسول الله ،نها معجزة عظيمة لم تحدث في عالم البشرية الا مرتان الاولى مع النبي يحيى بن زكريا عندما قطع راسه ووضع في طست ونطق بحكم شرعي بعدم حلية ملك عصره من الزواج من بنت زوجته ،والثانية الامام الحسين عليه السلام بعد ان رفع على القنا نطق بالاية الكريمة الانفة الذكر وستة مرات بعدها نطق .
وعندما حمل الرأس الشريف الى دمشق ونصب في موضع الصيارفه وهناك لغط الماره وضوضاء المتعاملين فأراد سيد الشهداء توجيه النفوس نحوه ليسمعوا عظاته ، فتنحنح الرأس تنحنحا عاليا ، فاتجهت اليه الناس واعترتهم الدهشه حيث لم يسمعوا رأسا مقطوعا يتكلم قبل يوم الحسين(عليه السلام)، فعندها قرأ سورة الكهف الى قوله تعالى (انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى )(13 سورة الكهف) (1).
وصلب على شجره فاجتمع الناس حولها ينظرون الى النور الساطع فأخذ يقرأ(وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون)(227سورة الشعراء) .قال هلال بن معاويه : رأيت رجلا يحمل رأس الحسين (عليه السلام)والرأس يخاطبه
(فرقت بين رأسي وبدني فرفع السوط واخذ يضرب الرأس حتى سكت)
ويحدث ابن وكيده :انه سمع الرأس يقرأ سورة الكهف فشك في انه صوته او غيره ، فترك (عليه السلام) القرائه والتفت اليه يخاطبه :يأبن وكيده اما علمت انا معشر الائمه أحياء عند ربهم يرزقون فعزم على ان يسرق الرأس ويدفنه ، واذا الخطاب من الرأس الشريف يابن وكيده :ليس الى ذلك سبيل ، ان سفكهم دمي أعظم عند الله من تسييري على الرمح فذرهم فسوف يعلمون (إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ )(سورة غافر/الآية 71)
وقال المنهال بن عمرو: رأيت راس الحسين بدمشق على رمح وامامه رجل يقرأ سورة الكهف ، حتى اذا بلغ الى قوله تعالى(أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً )(سورة الكهف/لآية 9)
نطق الرأس بلسان فصيح :اعجب من اصحاب الكهف قتلي وحملي
ولما امر يزيد بقتل رسول ملك الروم , حيث انكر عليه فعلته ، نطق الرأس الشريف بصوت رفيع :
لاحول ولاقوه الا بالله. ان نطق الرأس انما كان لإقامة الحجه على اهل الشام الذين كانوا يجهلون شأن الحسين وامامته وصدق قضيته ،وتكذيب ما كان مروج له من ان هؤلاء سبايا من الروم والديلم.
--------------------------------------------------------
1-الحسين في الفكر المسيحي، انطوان بارا.
اكثر قراءة