akdak

المقالات

قسم الصحافة والإعلام والسينما

الإعلام الدولي

103

مسلم الموسوي

الإعلام الدولي هو النتاج الإعلامي للمؤسسات الدولية العملاقة المنتشرة في أنحاء العالم، من وكالات الأنباء العالمية والفضائيات والصحف والإذاعات وشتى وسائل الإعلام المعتمدة في نقل الأخبار والتحقيقات الصحفية والتلفزيونية ذات النفوذ المرتبط بمراكز القوى السياسية والإقتصادية العالمية، والمهيمنة على إعلام الدول الأخرى حديثة العهد بهذا الفن الهام والمؤثر في مصائر الشعوب.

يشير الإعلام الدولي الى التحليل الثقافي والاقتصادي والسياسي والتقني للنماذج الإتصالية وآثارها بين الدول، وانه يركز بشكل أكبر على الجوانب العالمية لوسائل الإعلام والأنظمة الإتصالية والتكنولوجية أكثر من التركيز على القضايا المحلية أو الوطنية، إذ اختلف المفكرون في تحديد مصطلح معين للإعلام الدولي، فعدّه بعض نوعا من أنواع الدعاية وبعض عده سياسة خارجية، بينما الفريق الثالث عده دعاية دولية وعده الفريق الرابع إتصالا دوليا.
وبشكل عام فإن الاعلام الدولي جاء للتعبير عن مجمل الحركة التي يمثلها الإعلام بين الأمم على اعتبار أن الإعلام يعني الدقة والموضوعية والصدق في نقل الأخبار والحقائق لجماهير الدول الاخرى.

التطور الكبير لوسائل الإعلام:
لوسائل الاعلام في كل الاوقات مكانة مميزة إنطلاقا من طبيعة وظائفها وثأثيرها على الانسان كفرد او مجتمع او دولة، إذ اصبحت دول العالم المتطورة في عصرنا هذا تعتمد على أركان ثلاثة رئيسية في بنائها هي: السياسة والإقتصاد والإعلام، لما للإعلام من تأثير بالغ الأثر من خلال وسائله وقنواته المتعددة والمتجددة في بناء شخصية الانسان.
وتختلف وسائل الاعلام من حيث تأثيرها على الانسان فهي أما ان تكون بطريقة مباشرة من خلال برامج ذات إتجاهات واضحة يفهمها المتلقي كما في البرامج الدينية، او يكون تأثيرها بطريقة تراكمية عبر الامتداد الزمني الذي يسهم برسم صورة عن الاشياء والاشخاص من حولنا وكذلك التأثير في اتجاهاتنا وسلوكنا من خلال الواقع المحيط بنا.

واجب الاعلام الدولي نحو الشباب:
يمثل الشباب الشريحة الاكبر في المجتمع، إذ تشير الاحصائيات الى ان الشباب يمثلون مايقارب 45%من سكان العالم ويقدر حجم الشباب في بلدان العالم الثالث بالنسبة لمجموع السكان حوالي 80%حسب إحصائية (اليونسكو) منظمة التربية والتعليم والعلوم الدولية.
ولابد من الإعلام الدولي ان يركز على قضايا الشباب بحيادية وبخاصة في دول العالم الثالث، وتصميم برامج إذاعية وصحفية وتلفزيونية تبحث في الحالة التقنية للشباب وترشيد دور الشباب في التعاون الدولي، ويمثل الإعلام الدولي ظاهرة صحية يجب التعامل معها بطريقة مناسبة بحيث تشجع روح التعاون الدولي بالنسبة للشباب.
ويلعب الاعلام الدولي دورا هاما في حياة الشباب إذا كانت برامجه هادفة، كأن تكون برامج تسلية مفيدة ومسابقات وإدارات تربوية ومالية واقتصادية تعالج مشاكل الشباب وقضاياهم في المجتمع.
وقد يكون الاعلام سلبيا على الشباب في ما تعرضه القنوات الفضائية من أفلام رعب وعنف وإدمان وقتل ومطاردات بوليسية تؤثر في نفسية الشباب وبخاصة في مرحلة المراهقة اذ تجشعهم على ارتكاب الجرائم، واستخدام العنف والانحراف ومن ثم يلزم مراقبة الشباب في مرحلة المراهقة وبعدها في التعامل مع هذا اللون من الاعلام.

الإعلام الدولي والتلفزيون:
يعد التلفزيون من الاجهزة الضرورية في حياة الناس سواء للبرامج الاخبارية أم الترفيهية أم السياسية، وتركز الدول على التلفزيون كوسيلة إعلام جماهيرية هامة في توجيه السياسة والتأثير في الحياة السياسية والرأي العام لدى الأفراد ويتعداه الى تكوين رأي عام وتوجيهه بحسب ما تشتهي المؤسسات الإعلامية ومن يقف خلفها.
ان التلفزيون يلعب دورا هاما في تثقيف الجماهير سواء في الغرب أم في الشرق، وانه مصدر المعلومات الهامة الأكثر إستخداما، إلا ان ذلك لايعني التقليل من دور وسائل الإعلام الاخرى مثل الصحف والمجلات والإذاعة.

الإعلام الدولي بين التضليل والتشويش:
ان مصالح الدول الكبرى والحكومات اتخذت كل الوسائل والامكانات والطاقات للتأثير في الرأي العام أمام موقف معين او قضية ما، وهذا ما لاحظناه عندما اندلعت الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، وقد حاول كل منهما طرح وتبني رأي شعوب العالم، ومن ثم كان الإعلام أمام أكبر وسائل التأثير في الرأي العالمي في المجتمع الدولي، إلا ان التضليل والتشويش لازال مستمرا، ومثلا ذلك الحرب على العراق، فقد قامت وسائل الإعلام الأمريكية والأوربية بحملات ضخمة لخلق ذرائع لغزوه، بحجة انه يمتلك أسلحة دمار شامل، وعلى الرغم من عدم الحصول على أي دليل يثبت ذلك، إلا ان الإعلام الغربي المتفوق والمهيمن على الإعلام العالمي هو من رخص هذا الاحتلال دوليا.

نشرت في الولاية العدد 80