akdak

المقالات

قسم الفقه

أحكام زيارة المشاهد المشرّفة

177

الشيخ مصطفى ابو الطابوق

هذه مجموعة من الأسئلة الفقهية المتعلقة بأحكام المراقد المقدسة والوافدين إليها مع اجوبتها على ضوء فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف، وقد ارتأينا أن نعدها في سلسلة حلقات متواصلة تقدمها إليكم مجلة الولاية، آملين ان ينتفع بها المؤمنين الكرام.

س: في كثير من المناسبات الدينية والزيارات المخصوصة مثل زيارة المبعث النبوي الشريف وزيارة الأربعين أو زيارة النصف من شعبان وغيرها من الزيارات نشد الرحال لزيارة النبي صلى الله عليه واآله أو الإمام امير المؤمنين عليه السلام او العترة فهل يجوز ذلك؟
ج: يجوز كل ذلك بل هو من الطاعات المندوب اليها.

س: هل يجوز شد الرحال لزيارة غير الائمة المعصومين عليهم السلام من ابنائهم أو اخوانهم او اصحابهم في الاضرحة المنتشرة في انحاء المعمورة؟
ج: يجوز ذلك.

س: ما حكم عدم الذهاب لزيارة الأئمة عليهم السلام؟
ج: ترك زيارتهم رغبة عنهم من الموبقات، بل تستحب زيارتهم استحبابا مؤكداً.

س: ما رأي سماحتكم بزيارة النساء للأماكن المقدسة بمفردهن بدون ازواجهن او احد من محارمهن؟
ج: العبرة في ذلك بأن تأمن على نفسها من الوقوع في الحرام، نعم اذا كانت متزوجة فلا بد أن تستأذن زوجها، وإذا كان أحد ابويها او كلاهما حياً وكان يتأذى خوفا عليها من بعض المخاطر لم يجز لها مخالفته في ذلك.

س: ما هي حدود وجوب استئذان الزوجة من زوجها في الخروج، فإذا كان يمنعها من زيارة المشاهد المشرفة، فهل يحق لها الخروج من دون اذنه؟
ج: لا يحق لها الخروج من دون رضاه وان كان لأجل الزيارة.

س: هل يجوز خروج المطلقة او الأرملة لزيارة العتبات المقدسة من دون اذن ابنها او اخيها؟
ج: نعم يجوز.

س: ايها افضل؟ بذل الاموال للذهاب لزيارة المعصومين عليهم السلام او الحج او مساعدة الفقراء؟
ج: مساعدة الفقراء المؤمنين المحتاجين افضل من الحج المندوب وزيارة العتبات المقدسة في حد نفسيهما، ولكن قد يقترن الحج او الزيارة ببعض الامور الاخرى التي يبلغ بهما تلك الدرجة في الفضل او تزيد عليها، مثل تبليغ احكام الدين للناس وتعليمهم العقائد الحقة، ودفع الشبهات عن مذهب اهل البيت سلام الله عليهم وغيرها من الامور الواجبة كفاية.

س: ارى بعض الاشخاص يصلون الى ضريح الامام المعصوم عليه السلام فيسجدون عند بوابة الضريح فما حكم ذلك الفعل؟
ج: لا يجوز السجود لغير الله، فإما ان يسجد لله تعالى عند بوابة الحرم الشريف شكرا لله حيث وفقه لزيارة الامام عليه السلام، ويقصد بذلك الخضوع واظهار التذلل والعبودية لله تعالى حيث مهد له المقدمات وسهل له الزيارة، وإما ان ينحني ويقبل عتبة الامام عليه السلام لا يقصد العبودية بل لمجرد الاحترام واظهار الحب والولاء، والاحوط ان لا يضع جبهته على الارض ولا يكون كهيئة الانسان الساجد حين تقبيل العتبة الشريفة.

س: كثير من الزوار عندما يصلون الى المشاهد المقدسة يسجدون شكرا لله على توفيقهم للزيارة وسؤالي هو هل يصح في هذا السجود (سجود الشكر) السجود على السجاد او على العتبة المصنوعة من أحد المعادن كالنحاس او الفضة وغيرها؟
ج: الاحوط فيه السجود على ما يصح السجود عليه.

س: ما حكم ما يفعله بعض المؤمنين من ربط الخيوط في الاضرحة الطاهرة عند زيارة العتبات المقدسة ثم ربطها بانفسهم بقصد التبرك؟
ج: لا مانع منه.

س: هل شد العَلَك والدخيل وفتحها لها دلالة على شيء؟
ج: هذه الامور لم ترد في الشرع، واذا صدرت من عاملها لا بقصد التشريع فلا يحرم.

س: هل يجوز تقبيل المراقد المقدسة والتبرك بها؟
ج: يجوز.

س: ما حكم التبرك بتقبيل المنبر الحسيني؟ وكذاك تقبيل الراية الخاصة بمأتم سيد الشهداء عليه السلام وجدران الحسينية؟
ج: لا مانع من ذلك، ولا شك في جواز التبرك بكل ما يتعلق بسيد الشهداء وسائر الائمة الطاهرين عليهم السلام.

س: هناك من يدعو الامام عليا ويرجوه ولا يدعو الله فهل هذا صحيح منهم؟
ج: لا نظن ان احدا يدعو الامام عليا عليه السلام بظن انه مستقل في اموره يتصرف في العالم كإلهٍ، فكل من يدعوه ويطلب منه شيئا انما يدعوه لأنه من أولياء الله المقربين، فهو وسيط بين الله وخلقه، والله تعالى انما منع الاستشفاع بمن لم يجعل الله له حجة وسلطانا كالاصنام، ولم يمنع من الاستشفاع بالانبياء والاولياء، بل قال الله تعالى: (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا) وقال: (وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ).

نشر في مجلة الولاية العدد 90