akdak

المقالات

قسم الشعائر الدينية

الشعائر الحسينية . إقامتها .أصل وليس فرع

174

جمال الدين محمد علي

خلال أيام قليلة قادمة سنترقب هلال محرم الحرام ويبدأ معه الإعلان الشعبي الجماهيري والفني والإعلامي لطقوس خاصة منوعه وفق المراسيم والشعائر الحسينية التي تحفز الذاكرة لما جرى قبل ألف وأربعمائة عام على ذات الأرض المقدسة التي ارتوت من الدماء الزكية الطاهرة الحاملة لعين الدم ألرسولي الطاهر الشريف ، والتي سفكت بأيدي أعتا المجرمين والقتلة من المنافقين و ربيبي الحقد اليهودي المتراكم من معركة الخندق وخيبر
نص المقال :
وفي كل عام في المنتصف الثاني لشهر ذي الحجة تتوسع ألحمله الشعواء ممن يحسبون مسلمين ( تجنيا) على الشعائر الحسينية دون وعي أو تمييز بين ما هو ضروري للتذكير وديمومة الهدف الذي استشهد من اجله الإمام الحسين عليه السلام ألا وهو إحياء الدين ، وبين ما هو فيه مبالغة في التصور والتطبيق وطريقة إعلان الولاء والندم والتقرب إلى أهل بيت النبي الأكرم صلوات الله عليهم جميعا ، ومنهم وعن طريقهم التقرب إلى الباري عز وجل . ونحن جميعا لدينا المعتقد الذي لا يمكن أن نتزحزح عنه أن الشعائر الحسينية هي من شعائر الله جل وعلا والنص يقول [ ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ] .
قد تكون بعض الطقوس والشعائر تختلف من منطقة إلى أخرى حسب الإرث المجتمعي لتلك المدينة و الأقوام و الأديان في البلاد المندمجة معها الجاليات الشيعية ، أو أن تكون الطائفة الشيعية من أصل الانتماءات العرقية لتلك البلاد ، وفي هذه الحالة تختلف في نقل الوصف إن كان مأساة أو فرح وتريد أن تصوره وتنقله من عمق التاريخ إلى الحاضر لتبقى الأجيال تستوعب وتستعبر من تاريخها و تتذكر رموزها وهذا حق مشروع ، ولكن الفكرة من القول هل من الممكن أن تتشابه الطقوس والشعائر مثلا بين الهند و البوسنة ؟
المحاضرة الدينية أو ما يسمى بمجلس العزاء هو العمود الفقري في الشعائر الحسينية ويتشابه في كل أنحاء العالم و ذلك لارتباط هذه الشعيرة روحيا و فكريا بالإمام الحسين عليه السلام ، وتعتبر درسا تاريخيا عقائديا شاملا بكل مفاصل الحياة ، وتذكير المستمع بالأخلاق والمبادئ التي عاشها الرسول الكريم صلوات الله عليه ومن بعده أولاده الأئمة الأطهار من صلب أمير المؤمنين وبضعته فاطمة الزهراء عليهم السلام جميعا .
علما أن العالم بأسره وعبر التاريخ وباختلاف أصناف المجتمع من الطائفة واللون والمعتقد لديه مناسبات يحتفل بها وبطرق قد لا تتقبلها المجتمعات الأخرى ولكن في نفس الوقت ترى تسافر المجاميع السياحية للتطلع و النظر لهذه الطقوس بل وفي بعض الدول الغربية ترى المسلمين واليهود والملحدين يشاركون المسيح في كثير من ممارساتهم ومهما كان فيها من تبذير أو تطرف في التنفيذ بل العالم يعاني مشقات السفر إلى الهند ليرى ويستمتع بإقامتهم نوع من أنواع الطقوس البوذية على ما فيها من غرابة وخروج عن الذوق العام .
كل هذا الذي يجري في العالم وإذا بكوا الشيعة على مأساة الحسين وأهل بيته عليه السلام خرجت المؤلفات والكتب والتصريحات [ وكلهم منتفعين من الأخر لينادي مناديهم ] ( يكفي بكاءنا على الحسين ) !!! والشعار الأخر ضمن المستحدثات لهذا القرن 21 العجيب ( الحسين عبرة وليس عبرة ) بفتح العين الأولى وكسر الثانية !!!!!!!!!!!! .
وهذه الطريقة المبتكرة الجديدة بالهجوم على الشعائر الحسينية وتصنيفها على أنها تخلف وتعقيد وتحريف هو لتتحول الأنظار من الجلاد إلى الضحية من المجرم إلى الصالح من المنحرف إلى المستقيم ، لا تسمعهم يذكرون يزيد (لع) أو عمر بن سعد (لع) أو شمر ( لع) أو حرملة (لع) أو سنان (لع) أو أو ....... بل يسلطون الأضواء وأقلامهم ومنشوراتهم على الشعائر الحسينية ، وبعد مراجعتي لكثير من قضايا التاريخ العربي الذي يفتخرون به والذي يمثل القيادات لهم من قبل الإسلام ومن ثم في عصر الإسلام القيادات التي عاشت تعاند و تتآمر على الرسول الأكرم صلوات الله عليه واله ومن بعده على آله وخلاصته ، إنما هم مجموعة من القتلة والزناة ومجالسهم تتندر بالقتل والزنا ، ولم يهتدوا بالإسلام وسأنقل من كتبهم حاله من التاريخ القديم الذي يفتخرون به دعاة الشجاعة والرجولة ومكارم الأخلاق والضيافة ، وكلها براء منهم ، [ عندما غزى عمر بن هند (بني تميم) لم يتمكن إلا من عجوز أكل الدهر عليها وشرب هي (حمراء بنت ضمرة التميمي ) فنصب لها نارا وقال لها ، سأحرقك كي لا تلدي مثل أبيك وأخيك وبعلك !!! فأجابته بكلام ، ثم حرقها فأمست والنار مشتعلة فيها !! فتوهم رجلا من براجم اسمه عمارا ضنا منه إنها نار القرى ، فمسكه عمر بن هند وقال ، ما أتى بك ، أجابه نار القرى ، فقال عمر بن هند ( إن الشقي وافد البراجم ) فذهبت مثلا ، وألقاه في النار] ، هؤلاء القوم أجداد نفس القوم الذين حرقوا خيام الإمام المعصوم و مثلوا بالجثث الطواهر الزواكي ، وما سبيهم حرائر النبي الأكرم صلوات الله عليه واله من كربلاء إلى الشام إلا أكبر و أبشع جريمة في تاريخ الإسلام إلى يوم القيامة .
وهذه الحملات المستمرة التي يذكيها المال السحت لحكام الضلالة والفساد في محاربة الشعائر الحسينية لعدة أسباب أهمها محاولة يائسة لنفي الثورة الحسينية بعد ثبوتها بإثباتها الدين الحنيف ، و لينسى العالم بان ملوكهم وأئمتهم من بني أمية إنما هم قتلة و حثالة اغتصبوا حقا لغيرهم وسادوا وهم طلقاء الفتح . ولأن الشعائر الحسينية هي طاقة محفزه وشحن متواصل للهمم لرفض الذل والاستكانة للظالم ، وتحفيز العقول للتغير والإبداع والتمسك بالرسالة المحمدية الحقيقية التي أنزلها الخالق كما هي وكما أراد .
أدعوا أبناء المذهب الحق الشيعة عدم الانجرار وراء كل من هب ودب ، فلدينا من العلماء و المفكرين والقادة القادرين على التصحيح والتشذيب والتعديل وقول الحق والنهي عن كل ما هو حرام ، فلا داعي للهدم ، والتصليح للبيت يكون من الداخل والله من وراء القصد .