‏لحصول المطر عوامل ثلاثة لا غيرها ، إذا توفرت لا بد من نزول المطر ، واذا نقص عامل منها فلا إمكان لحصوله ، وتلك العوامل هي :

1- التبخر ، وهو عملية تحوّل ذرّات الماء إلى البخار ، لؤدّي إلى ‏تكوين سحاب .

2 ‏- وصول الهواء المتحمّل للبخار إلى درجة الإشباع المختلف حسب المناخ .

3‏- التكاثف ، وهو ضدّ عملية التبخر ، ليتحول البخار إلى ذرات الماء .

‏وهذا الترتيب على التعاقب منا لا محيص عنه لتكوين المطر ونزوله ، وهو من بديهيات العلم المقطوع به والمفروغ منه بلا ريب. واليك شرح هذه العوامل باختصار .

‏أولاً التبخر ، وهو عملية تحوّل الماء إلى البخار ، وانتقاله إلى الهواء ، وذلك بتأثير حرارة الشمس على السطوح المائية المتوسّعة ، كالمحيطات والبحار والبحيرات والمستنقعات والأنهار ، بل وحتى السطوح الثلجية والجليدية ، بل وحتى محلى أوراق الأشجار والنباتات وخاصة الغابات .

‏ثانياً الإشباع ، وهو استمرار التبخر حتى يبلغ حدا معينا ، ويسمّى بدرجة التشبّع ، وتختلف حسب اختلاف المناخ . فكلما اختلفت درجة الحرارة اختلفت وقد وجد بالحساب أن عدد عواصف الرعد التي تحدث في جوّ الأرض في يوم واحد يبلغ أكثر من ٤٠ ‏ألفاً ، أي بمتوسط قدره ١٨00 ‏عاصفة في الساعة . وتستهلك العاصفة في المتوسط نحو (2 / 2 ‏) مليون كيلومترات ساعة (1) .

___________________

1. الله والكون : ص 146-161 .