akdak

المقالات

قسم القرآن الكريم

واضع علم الوراثة

131

د. لبيب بيضون

قال تعالى : {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } [الانفطار: 8].

يذهب علماء الغرب اليوم الى ان اول من وضع قوانين الوراثة ونظريتها في النبات هو الراهب النمساوي ماندل [1884م] . ولو انهم اطلعوا على الحقيقة في تاريخنا الفكري ، لعلموا ان اول من وضع اسس نظرية الوراثة وطبقها على الانسان هو النبي الاعظم محمد (صلى الله عليه واله) والائمة من آله الكرام.

قال العلامة الطبرسي في تفسير الاية الكريمة : {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } : اي في اي شبه من اب او ام او خال او عم (1).

قال النبي (صلى الله عليه واله) لرجل : ما وُلد لك؟ قال : يارسول الله ، وما عسى ان يولد لي ، اما غلام واما جارية [يقصد بنتاً] . قال : فمن يشبه ؟ فقال : يشبه امه وأباه.

فقال (صلى الله عليه واله)  : انا النطفة اذا استقرت في الرحم  ، أحضرها الله كل نسب بينها وبين ادم . أما قرات الاية : {فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ } اي فيما بينك وبين ادم (عليه السلام).

وعن الامام الصادق (عليه السلام) قال : ان الله تبارك وتعالى اذا اراد ان يخلق خلقاً ، جمع كل صورة بينه وبين ابيه الى ادم (عليه السلام) ، ثم خلقه على صورة احداهن ، فلا يقولن احدٌ لولده : هذا لا يشبهني ولا يشبه شيئاً من آبائي (2).

___________________
1- مجمع البيان ، ج10 ص682.

2- الوافي للفيض الكاشاني ، ج 3 ، بابا 205 ، من ابواب النكاح .