akdak

المقالات

قسم التراجم

انكار عبد الله بن عباس سب الامام علي

949

باقر شريف القرشي

اجتاز حبر الأمّة عبد الله بن عباس على قوم يسبون أمير المؤمنين فقال لقائده : ادنني منهم فأدناه فانبرى إليهم وقد قدّ قلبه قائلا لهم بنبرات تقطر غضبا وألما : أيّكم الساب رسول الله؟

 

قالوا : نعوذ بالله أن نسب رسول الله!!

 

قال : أيّكم الساب علي بن أبي طالب!

قالوا : أما هذه فنعم.

فقال : أشهد لقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول :  من سبني فقد سبّ الله ومن سبّ علي بن أبي طالب فقد سبني ؛ فأطرقوا برؤوسهم الى الأرض خجلا لا يطيقون جوابا ثم تركهم وانصرف وقد ترك الحزن يحز في نفوسهم والتفت الى قائده فقال له : كيف رأيتهم؟

فأجابه وهو جذلان بما فعله بهؤلاء المجرمين قائلا :

نظروا إليك بأعين محمرة         نظر التيوس الى شفار الجازر

فأنس ابن عباس وقال له : زدني فداك أبي وأمي!؟

خزر العيون منكسي أذقانهم        نظر الذليل الى العزيز القاهر

 

قال : زدني فداك أبي وأمي!؟

فقال : ما عندي مزيد ولكن عندي :

أحياؤهم تجني على أمواتهم         والميتون فضيحة للغابر

وجرت محاورة بين ابن عباس وبين معاوية وهي تكشف عن الخطط الرهيبة التي سلكها معاوية في اخفاء مآثر الامام وفى حجب مناقبه وفضائله نسوق نصها لما لها من الأهمية البالغة فقد ذكر المؤرخون ان معاوية بعد عام الصلح حج بيت الله الحرام فاجتاز على جماعة من قريش فقاموا إليه سوى ابن عباس فبادره معاوية قائلا : يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجدة علي بقتالي إياكم يوم صفين؟ يا ابن عباس إن ابن عمي عثمان قتل مظلوما.

فقال له : فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما فسلم الأمر الى ولده وهذا ابنه .

فقال معاوية : إن عمر قتله مشرك.

قال ابن عباس : فمن قتل عثمان؟

قال : قتله المسلمون.

فأجابه ابن عباس : فذلك أدحض لحجتك إن كان المسلمون قتلوه وخذلوه فليس إلا بحق!!

فقال : فانا كتبنا الى الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك يا ابن عباس.

فقال له : فتنهانا عن قراءة القرآن؟

قال : لا.

فرده قائلا : فتنهانا عن تأويله؟

قال : نعم.

فقال : فنقرأه ولا نسأل عما عنى الله به؟

قال : نعم.

اجابه بن عباس : فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟

قال : العمل به.

فقال له : فكيف نعمل به حتى نعلم ما عنى الله بما أنزل علينا؟

قال : سل عن ذلك من يتأوله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك.

فقال له : إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فاسأل عنه آل أبي سفيان وآل أبي معيط؟؟

فقال : فاقرءوا القرآن ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم ومما قال رسول الله وارووا ما سوى ذلك.

فأجابه ابن عباس : قال الله تعالى  {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32] .

قال : يا ابن عباس اكفني نفسك وكفّ عني لسانك وإن كنت فاعلا فليكن سرا ولا تسمعه أحدا علانية .

ودلت هذه المحاورة على عمق الأساليب التي اعتمد عليها معاوية فى محاربة أهل البيت وفي ستر فضائلهم وحجب المسلمين عنهم.