akdak

المقالات

القسم الاجتماعي

نظرية إعداد المواطن الصالح

619

محمد بن محمود آل عبد الله

إن معظم النظم البشرية وكثيرا من حكام ورجال هذا العصر يجعلون إعداد المواطن الصالح هدفاً للتربية، ويحاولون التوفيق بين حقوق الفرد وواجباته الاجتماعية، وايجاد التوازن بينهما ، كذلك التوفيق بين (نمو الذات) وبين السعادة أو الرفاهية الاجتماعية.

وهذه النظرية إن كانت مقبولة داخل حدود الوطن الواحد ، فإنها غير مقبولة على مستوى الإنسانية ؛ لان المواطن الصالح قد يعامل أبناء وطنه باحترام وتقدير ، ويحافظ على حقوقهم ويصون كرامتهم ، ولكنه قد يحتقر أبناء الأوطان الأخرى ويسلب أموالهم ، ولهذا فإن الأوربي المتأثر بهذه النظرية يحترم أبناء وطنه ، ويعاملهم معاملة إنسانية تتحقق فيها العدالة والمساواة  ولكنه حين يذهب إلى آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يصبح كالوحش المفترس ، يستعبد الناس ويذلهم وينهب ثرواتهم ، ويعيث في الأرض فسادا ، وهو في هذا لا يتعدى الهدف المرسوم له .