المقالات
القسم الولائي
مدى صحة الأخبار التي تروي حادثة الطف؟
مدى صحة الأخبار التي تروي حادثة الطف؟
السؤال
: السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته. ما صحة ما ينقل على أنّ الكثير من
الروايات الواردة في وصف حادثة الطف الأليمة هي روايات واهنة محرفة
مليئة بالكذب ؟ وهل يجوز لنا نحن العوام الاطلاع أو الاستماع إلى ما
فيها ؟ وما هو السبيل إلى التعرف على المقبول منها دلالة في حالة
جواز الاطلاع والاستماع بل والتصديق بها
؟
الجواب
: من سماحة الشيخ هادي العسكري
السؤال
على هذه الصيغة وبهذا التعبير : إنّ كثير ما جاء في حادثة الطف
واهية محرفة مليئة بالكذب ، جناية على أهل البيت ، وخيانة للتاريخ ،
وليس يدعمه دليل ، بل هو قول الضلال والأضاليل ، أصحاب الأقاويل
والأباطيل ، وكيف يجوز لمسلم أن يحكم على بطلان أمر ما لم يكن لديه
برهان ودليل ، فالنفي والإبطال كالثبوت والإثبات يحتاج إلى شاهد
ودليل ، وإلا فهو حكم جائر وقول زور وكلام باطل ، وعلى القائل أن
يستحضر الجواب عندما يستوقف للحساب ، والخصيم ريحانة المصطفى سيد
الشباب ، والحاكم رب الأرباب .
أجمع
أهل التواريخ أنّ حادثة الطف مأساة لم يكن لها في التاريخ مثيل ،
والحوادث المؤلمة ، والاُمور المشجية التي تقشعر منها الجلود ،
وتشمئز منها القلوب ، وتنهار منها النفوس ، المتفق عليها ، المتواتر
فيها ما يسوّد جبهة التاريخ ، ويجعلها رزية ما لها من نظير ،
ويذكرها المعصوم سلام الله عليه بمصيبة ما أعظمها في السماوات
والأرضين ، ورزية ما أكبرها على الإنس والجان أجمعين ، مصيبة بكت
عليها الأنبياء وسادات المرسلين باتفاق المحدثين ، وجعل البكاء
عليها وسام الإيمان وشعار المؤمنين ، ليس بغريب أن يستصغرها الطغاة
، ويكذبها حفدة الزناة ، وأولاد الشياطين بل ينكرها أتباع شمر ويزيد
، وأولادها الغير الشرعيين بعدما اتخذوها يوم عيد ، وتبركوا بها حتى
هذا العصر وإلى هذا الحين ، لكن بشروا المنكرين المكذبين بالخيبة
والخسران المبين ، فإنّ هذا الشعار وهذا العزاء يبقى ويزداد يوماً
بعد يوم إلى يوم الدين ، كما أخبرت به عقيلة الهاشميين كريمة سيد
الوصيين قبل قرون وقرون في مجلس الطاغية يزيد اللعين ابن اللعين ،
وكفى بهذا الإخبار معجزة وكرامة تخرس وتبكم أفواه الجائرين المنكرين
، بل كفى قوله عز اسمه:{ يُرِيدُونَ
أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ
إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ
الْكَافِرُونَ}(التوبة/۳۲). وقل
لهم فليذكروا وليعتبروا بما أراده الرجس النجس الأثيم خبيث بني
العباس ، المتوكل على الشيطان الرجيم ، من منع الزوار وأعفاء الآثار
بفتح الأنهار ، ومحو الرسوم ، وحرث القبور ، فغار الماء ودار وحار ،
ورجع بالخيبة واليأس الظلوم الكفّار ، وكذا كل من تابعه من السفهاء
السفلاء السقطاء العٍٍتاة القساة الجبابرة كان نصيبهم الهلاك
والانكسار والاندحار بإرادة الواحد القادر القهار ، فسلام الله
وسلام ملائكته وجميع الأنبياء والمرسلين وكل المسلمين المؤمنين على
الشهيد وأصحابه الميأمين ما دارت الأدوار ودام الليل والنهار ،
جزاءً وأجراً للرسالة والرسول المختار.
اكثر قراءة