akdak

المقالات

القسم الاجتماعي

أساليب التغلّب على الفشل

254

رعد الساعدي

بثلاثة أساليب تستطيع تغيير حياتك من الفشل الى النجاح ومن الكسل الى النشاط ومن الخوف الى الشجاعة ومن الخجل الى الجسارة ،حتى تصل الى مبتغاك الحقيقي وحلمك الابدي ،فعليك أن تتغلب على الفشل في الحياة. فهذه ثلاثة أساليب تجعلك من السعداء إذا ما تغلبت عليها ووقفت صامدا أمامها. ولكي تحقق النجاح في صنع المغامرات ،إليك هذه الاساليب الثلاثة

[ الخوف - اليأس -  الارادة  ]

تعلم المهارات الفنية التي جعلت الكثير ينجح ويعيش في الحياة سعيدا0 فإذا أنت مستعد ومتحمس لتحقيق النجاح في حياتك والتغلب على الفشل مهما كلف الامر،فلنبدأ في الاسلوب الاول

 ( الخوف )

 الكثير من الناس عندما يبدأ في عمل ما ويفشل في المرحلة الاولى ،يعتبر نفسه قد فشل في الحياة ولا فائدة في التكرار0 لم يشعر بان ثمة امر ما جعله يفكر بهذا الاسلوب السلبي في الحياة وينظر الى كل شي بانه فاشل ولا يستحق الاحترام والتقدير ولا نجاح أمامي إلا أن أعترف بالفشل الدائم. وهذا بعينه فشل عندما نعترف بالفشل. أنا أقول هناك فشل في حياتي ،يعني لا نجاح في الحياة. لانني بنيت أهدافي على الفشل ،وجعلته أمام عيني دائما فكيف أصل الى ما أريد ؟ 

وإذا غيرت أسلوب التعامل مع الفشل ،بالايجابية. فسوف ترا أن المعادلات قد تغيرت الى أن لا وجود للفشل ،بل هناك عوائق ،تقف أمامنا في الوصول الى النجاح. وأولها (الخوف) أو إحساسنا بالخوف

في إحدى الحكايات الأسطورية ،يحكى أن قافلة كانت تخرج من بلدها الى بلد آخر قاصدة التجارة وكسب الارزاق ،وفي طريق القافلة عندما كانت ذاهبة من بلدها الى البلد الآخر شاهدت مرض الطاعون ،فسألته: الى أين تتجه يا مرض الطاعون ؟

فرد عليها: أتجه نحو بلدك لاقتل عددا من الافراد

و تابعت القافلة رحلتها و توجهت نحو البلد الجديد000 و بعد حوالي شهرين من مكوث القافلة في البلد الآخر عادت القافلة الى بلدها ،و أثناء طريق العودة شاهدت مرض الطاعون و كان قد خرج من بلدها فسألته: كم فردا قتلت يا مرض الطاعون؟ 

فأجابها: قتلت 10 أشخاص عن طريق الاصابة بالمرض ،و990 ماتوا جراء خوفهم من المرض

هذا ما يحصل للذين يخافون من الخوف وخيالاته الوهميه فيسقطون في الفشل بلا تفكير وشعور فيحسبون أن الفشل حليفهم دائما

فحياة معظم الناس الشعورية منشؤها الضغط والاضطراب الدائم المستمر،ذي الجذور الغامضة و غير المعروفة.

و هناك من يواجه الخوف المفرط  من أشياء تبدو خطرة ويخاف منها كما يظن ،و بناء على ذلك فإن الشيء الذي يسبب ضياع ودمار الحياة وهمي أو خوف خيالي0 

إن إعادة النظر في المخاوف الخيالية وتحويلها الى آمال إيجابية ستؤدي الى زيادة المعرفة والثقة بالنفس لدى من يشكون من هذه المخاوف ،و زيادة الثقة بالنفس ستؤدي الى ردود فعل مفرطة تجعلها في ظروف غير مؤدية للخوف تماما و تقلل من المخاوف السابقة

و بهذه الطريقة ،و مع معرفة جنس و ما هية الخوف ،فإننا سنجد حلآ نتفق عليه مع الخوف ،و يكفي فقط أن نحول إنتظارنا السلبي الى إنتظار إيجابي ،و نبعد التشاؤم عن أنفسنا و نبدله الى الامل و التفاؤل ،و هذا ليس أمرا صعبا عسيرا ،و مع شيء من التمرين و التجربة ،سنصل اليه ،و سنبلغ الهدف المرجو و هو تحويل الخوف الى أمل

و لتوضيح الفكرة أكثر نضرب مثالا آخر:

تصور عاملا مهددا بالطرد من العمل. إن اول ردة فعل لهذا العامل على هذه الحادثة هو الخوف من البطالة و فقدان مورد دخله

أما إذا نظر العامل الى الجوانب الموجبة لهذه القضية وتحرر من الانتظار السلبي تماما سوف يزول الخوف ،فمثلا: لو توجه الى الجوانب الايجابية و أعتقد أن هذه القضية قد تكون سببا لايجاد عمل آخر أفضل و أكثر دخلا وأحب إليه ،فإنه بهذا التغيير لنظرته – نتيجة زيادة معرفته بخصوص مخاوفة ،وحيث أنه لا يوجد بطالة بفكره – ينتفي معنى الخوف من وجوده

والنتيجة ،هي

ان تغيير النظرة في مشاعر الخوف وغيره من المشاعر السلبية الآخرى ،سوف يساعدنا على مراقبة هذه الاحاسيس و السيطرة عليها ،ولكي نتوجه الى المشاعر الموجبة ،و نكون على أمل وأنتظار الحوادث الايجابية السعيدة. و الانتظار الايجابي هو التفاؤل الذي يقلل من الانتظار السلبي ،بل يأثر كثيرا في تقليل المخاوف ،فالخوف مجرد أمور و تصورات ذهنية

هذا عن الاسلوب الاول وهو(الخوف )0 

 ( اليأس )

هل صادفة يوم ما شاركة في مشروع لتطوير حياتك ؟ و من ثم لم يحالفك الحظ ،و فشلت من البداية. هل فكرت يوم من الايام ،لماذا أنا فشلت في المشروع و لم أنجح في تحقيق ما أريد ؟ أتدري من الذي أوصلك الى هذا كله ؟

الجواب: هو،«اليأس « من النجاح و الفشل الذي تفكر به دائما

أبتعد عن طريق الفاشلين وأسلك طريق الناجحين و أنظر الى المستقبل الذي يحالفك بالايجابية ولا تنظر الى المستقبل ،أنه عسير وصعب و لا أمل للحصول عليه

تحده المشاكل بالطمأنية و قاوم الغضب بالهدوى و أنسى كل ما هو (يأس) ولا يمكن و مستحيل و غير معقول،أنسى هذه الكلمات و أخرجها من ملفات الذهن. وأفتح بدلا عنها ملفات (يمكن ،ولا مستحيل أمام القلب النشيط ) وكل شيء أستطيع أن أحققه

جرب هذا البرنامج السهل ،و سوف تصل الى أهدافك وتحقيق أمنياتك في الوقت القريب

تعال معي الى الذين لم يستسلموا الى اليأس في حياتهم حتى وصلوا القمة في الشهرة و الثراء

في عام 1975 منيت شركة إنشاءات يملكها (غلين إرلي) بخسارة فادحة

و كان هو في الخامسة والعشرين من عمره ،فرهن بيته وأستدان مالا رافضا أن يعلن إفلاسه

وظل يعمل في حقل البناء ،محاولا في الوقت ذاته إتقان فنون الإدارة و تعقيداتها

و في العام 1982 إتجمع جسارته وأستدان مجددا و أعاد بناء شركته الخاصة بعد ما كسب ثقة المصارف بستقامته و معاملاته السليمة

ثم وسع حقل البناء بحذر ،وأخذ دروسا جامعية في إدارة الاعمال. و في أوائل العام 1988 ،أحتلت شركته مكانا في قائمة مجلة (إنك) للشركات الخمسمائه الخاصة الاسرع نموا في أميركا

و ليس الرجل راضيا بعد. و ذكريات الايام الصعبة تسكنه على الدوام ،وهو( يقول: أنا لا أركن الى الغطرسة و التبجح ،بل أسعى دائما الى تحسين أعمالي). 

هذا الموفق الذي لونه الفشل و لطفه ،يرشح أمثال هذا  الرجل للتربع على قمة النجاح لسنوات طويلة آتية

لأنه آمن بالنجاح و التغلب على الفشل ولم يبالي الى اليأس والأهباط اللتان أحاطتا به من كل جانب ،بل قاوم ذلك اليأس والفشل بالفكر وتعلم إدارة الاعمال و الثقة بالنفس الى تحقيق النجاح بالتغلب على الفشل و عبور مرحلة اليأس السلبي في الحياة0 

والنتيجة ،هي

أكثرو الفاشلين في الحياة ،هم اليائسون من تحقيق أمنياتهم

فلكي تتغلب على الفشل فعليك ،أن تتغلب على اليأس في بداية كل شيء حتى تحقق أحلامك في الحياة

وما أكثرو الذين نجحوا في إدارة حياتهم وحققوا أمنياتهم في تحدي المراحل الاولى في النجاح وأحاطتهم التامة على كل المشكلات التي تحيط بهم فعبرو و نجحوا ولم يستسلوا للفشل و اليأس ،قاومه بالحكمة و و الفكر.00

فما عليك إلا أن تبرمج لحياتك من الآن لكي تصل كما وصل الناجحون

 ( الإرادة )

إن الكثير ممن نجحوا في الحياة ،قد مرو بتجربة تسمى تجربة الفشل. ولكنهم تحدوها بمبدء يسمى (الإرادة)0 

إن التفوق والنجاح الذي تريد تحقيقه في الحياة متوقف على همتك وإرادتك وإجتهادك وسعيك و كل ما يرتبط بسعاتك في الحياة والوصول الى غايتك العليا لتحقيق أهدافك المرسومة في ذهنك و عقلك و أمنياتك التي تفكر بها دائما ،لاجل الوصول إليها تقول لك: تغلب على الفشل،بالارادة والعزم والجد و الاجتهاد حتى تحقق ما تريده في مخيلتك

يقال إن ( تماس أديسون) قام بمحاولة أختراع المصباح الكهربائي 9،999 مرة ولم يوفق بذلك ،فقال له أحدهم

(أتريد أن تستمر في محاولاتك بعد أن فشلت تسعة الآف و تسعمائه وتسع وتسعين مرة؟)0

فقال أديسون: أنا لم أفشل في ذلك. ففي كل مرة كنت أكتشف طريقة جديدة لاتوصل الى ما أصبو إليه

ولو لم يعزم على إختراعه وبذل كل جهده لما وصل الى النجاح الهائل في تأريخ البشرية

لو نتأمل قليلا في تجارب (أديسون) ،لوجدناه في كل مرة يفشل في تحقيق هدفه والوصول إليه0 

مع أنه في كل مرة يكتشف شيء جديد ليتوصل به الى تحقيق حلمه الابدي

ولكن بالنسبة إلينا أننا نجده قد فشل في البداية ،وتغلب على فشله 9،999 مرة ،حتى وصل الى هدفه الاسمى في الحياة وحقق ما يحلم به طوال عمره

وكذلك نحن في الحياة ،عندما نريد أن نحقق أهدافنا علينا أن نتغلب على الفشل الذي يسيطر على عقولنا. في الجد والاجتهاد والإرادة والعزم القوية لكي نتوصل الى ما توصل إليه الناجحون في مواجهة الفشل والتحديات عبر إدارة الاعمال الدقيقة والثقة بالنفس والإيمان بالمبدأ الذي من أجله احقق الحياة السعيدة لي ولمجتمعي ،العزيز0 

والنتيجة ،هي

إن الإرادة دائما موجود لدينا ،ولكن يبقى علينا أن نحركها في مسارها الصحيح

ولا ننسى أن طاقاتنا الى الآ ن لم ترا الهوى بعد.

فعلينا أن نكشف عن الطاقات المخفية باأساليب شعورية0

هذه خلاصة ما كتبته في (العلم التنمية البشرية) حول التغلب على الفشل في تحديات النجاح في الحياة.