akdak

المقالات

قسم الفكر الاسلامي

الإيمان حقيقة وجودية

45

الشيخ عماد مچوت العلياوي

في هذا الوجود حقائق كثيرة بعيدة عن متناول الحس وعالم المادة , إلا أن استشعارها وتلمس آثارها مما يلامس الوجدان , ويشعر الانسان في أعماقه بالحاجة إليها والارتباط بها , ولذا  يسعى صوبها والتعرف عليها والالتصاق بها .

 

 ومن أهم ما يشغل بال الانسان من تلك الحقائق هي التي يستشعر أنها توفر له الراحة والاطمئنان النفسي , وهذا الحقيقة بتفاصيلها لم يغفلها القران , بما هي حقيقية بكل تفاصيلها المتقدمة بل شجع الانسان عليها وحثه نحوها , وأشار الى أهم تلك الحقائق إلا وهي حقيقة الإيمان قال تعالى :" الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " (الرعد:28) , فالحقيقة الإيمانية توفر عنصر الاطمئنان النفسي والقلبي له , بل تعدى مسالة الإشارة والبيان الى تلك  الحقيقة أن يزرعها في فطرته فحببها إليه  وزينها في قلبه قال تعالى :" وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ " (الحجرات:7)

 

    والإيمان بما يمثل من بعد معنوي عالي الفاعلية في سلوك الانسان كان موضوعة التدبر القرآني في الوقوف على باب هذه الحقيقة المودعة في قلب الانسان والتي يستحسنها لجمالها , والذي ينبغي تسجيله من مجموع ما تقدم 1- أن الإيمان حقيقة وجودية توجب الاطمئنان , 2- ومحلها القلب وانه مزين بها كما تقدم في الآيات السابقة  .