akdak

المقالات

القسم الولائي

من وحي ذكرى غياب نور الله الأعظم (صلى الله عليه واله) طبيب النفوس

69

مهدي عاتي المالكي

من خطبة لأمير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة /الخطبة  (١٠٨) يصف فيها رسول الله (ص)

[ طَبِيبٌ دَوَّارٌ بِطِبِّهِ قَدْ أَحْكَمَ مَرَاهِمَهُ وَأَحْمَى مَوَاسِمَهُ يَضَعُ ذَلِكَ حَيْثُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ قُلُوبٍ عُمْيٍ وَآذَانٍ صُمٍّ وَأَلْسِنَةٍ بُكْمٍ مُتَتَبِّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الْغَفْلَةِ وَمَوَاطِنَ الْحَيْرَةِ..].

 

 نبي الرحمة الرسول الأكرم (ص)، كان وسيبقى أعظم أطباء النفوس البشرية ، وأقدرهم على علاجها من مختلف ما يصيبها من أمراض نفسيّة وروحيّة وفكريّة مهما بدت مستعصية وخطيرة وخبيثة ،والذي تميّزت وصفاته العلاجية بقدرتها على الشفاء التامّ ودون آثار جانبية مضافاً إلى ما وصفة من لقاحات وقائية لما يمكن أن يصيب هذه النفوس من أمراض في قابل الأيام ترتبط بتطوّر المجتمعات البشرية، فعلينا جميعاً إستثمار مثل مناسبة ذكرى وفاته (ص) لتجديد العهد وتقوية العزم وشحذ الهمّم لإتّباع نهجه القويم والإقتداء به والإهتداء بهديه ، فنجاح العملية العلاجية لأمراض النفس البشرية وشفاء المريض لا يكون إلّا بعد إختيار الطبيب الحاذق العارف بالنفس وقواها وإستعداداتها معرفة دقيقة شاملة ؛خبير بآليات تنميتها وتهذيبها وتربيتها، وهذا الطبيب هو رسول الله (ص).

ويبقى مقدار الاستفادة ودرجة الإنتفاع من وصفات علاج هذا الطببب  رهن بمقدار الإلتزام بما جاء فيها من شفاءات لأمراضنا، فكلّ كلمة من كلماته شفاء بحسبها وحسب قائلها، و دواء بحسب من يسمعها، فإذا تأمَّلَ فيها  وفهمها وعمل بمضمونها تحوّلت من مجرد دواء إلى شفاء، فالدواء لا يكون شافياً إلّا إذا وجد من يلتزم بأخذه بوصفة طبيّة كتبها طبيبٌ حاذق عالمٌ بآثار الدواء ومقدار الجرعة التي تناسب كلّ مريض ووقتها، وبحسب شدّة المرض، وعالمٌ بآثاره الجانبية وتأثيراته السلبية على المريض إذا ما أساء استخدام الدواء وفق الشروط التي حدّدها الطبيب، وربّما تحوّل من دواء إلى داء