انتشرت بين الأزواج حالة مهمة وخطيرة وأخذت بالتزايد وهي الطلاق غير المباشر أو الذي يحمل مسميات أخرى منها الصامت أو النفسي ومعناه انه لا توجد مودة ورحمة وسكون بين الزوجين وهما في خصومة دائما رغم كونهما يعيشان في بيت واحد وبالتالي يحصل تنافر في الرؤى والأفكار والأمزجة والأهداف ولكن يبقيان في حالة صراع مستمرة، ولكن لا يصلان إلى الطلاق المباشر أو الرسمي، وذلك لعدة أسباب تجعل الزوجين يتكتمان عليه منها مستقبل الأولاد وبعض الضوابط الاجتماعية خوفا من نظرة المجتمع والعائلة لهما والكلام عليهما والخشية من واقع المطلق والمطلقة الأمر الذي يجعلهم في حالة من الطلاق النفسي الذي تستمر في إطاره العلاقة الزوجية بصورته الشكلية أمام الناس فقط، وكذلك العوز المادي الذي لا تملكه الزوجة وأهلها لا يستطيعون تحملها مع أطفالها فتضطر إلى البقاء معه وتكون في حالة صراع مستمر، حتى وإن كان هذا السبب يبدو للبعض غير ذي قيمة في نظرهم، لكنه يؤثر على قرار الانفصال لأي امرأة وكذلك عدم القدرة على فتح بيت آخر فيضطر للبقاء مع الطرف الحالي وتكون العلاقة بينهما منقطعة الخيوط بصورة شبة كاملة فيما يتعلق بالحياة الخاصة بهما وغيرها الكثير من الأسباب وان هذا النوع من الطلاق يكون ضحيته غالبا الأطفال الذين يعيشون وسط أبوين كثيري التنافر والخلافات المستمرة بصورة شبه روتينية مما ينعكس بشكل أو بآخر على الأولاد من الناحيتين النفسية والتربوية.
أثاره
على الأولاد:
إن
الأطفال الذين يعيشون في بيت يملاه التنافر والتصادم وعدم التفاهم
والصراخ المستمر بين الأبوين فإنهم لا يمكن أن ينمو بشكل سليم
وطبيعي كباقي الأطفال الذين ينشؤون في بيئة طبيعية يملاها الحب
والتفاهم والاحترام بينهما بحيث يبدأ الأطفال بالمقارنة المستمرة
بين أسرته المتفككة والحياة الأسريَّة التي يعيشها باقي الأطفال ما
يولد لديه الشعور بالإحباط أو قد يكسبه اتجاها عدوانياً تجاه الجميع
وبالأخص أطفال الأسر السليمة كونهم يكونون أكثر تعرضا للأمراض
النفسية والانحراف السلوكي والعدواني وفقدان الثقة بالذات إلى جانب
القلق والهموم التي تسود جو الأسرة، مما يولد عندهم الاكتئاب في
البدايةً، ثم مشكلات المراهقة التي قد ينحرف فيها الأبناء في
علاقاتهم الخاصة للبحث عن الهناء الذي فقدوه بين أبويهما والاستقرار
العاطفي الذي سلب منهم يبحثوا عنه خارج البيت مما يؤدي إلى تعرفهم
على أشخاص منحرفين ومن بيئات سيئة إلى أن يصبحوا مجرمين، وكما إن
الشجار الدائم بين الأبوين يعكس صورة سلبيَّة للأبناء عن الزواج
وتكوين الحياة الأسرية في المستقبل عندهم.
الأسباب
التي تؤدي إلى هذا النوع من
الطلاق:
يجب على
الزوجين معرفة الأمور التي تجعلهم في حالة الصراع وتجنبها منها غياب
الاحترام واللين بينهما واللجوء للصوت العالي في الحوار, والهروب
المتكرر من المنزل، أو جلوس كل طرف منفصلا داخل البيت وهو ما يسمى
بـ (الانعزال المكاني) لكي لا يكون مواجهة بينهما بالكلام أو تدني
المستوى الاقتصادي للعائلة أو بخل الرجل على أهل بيته بالمال أو
بالكلام الطيب , مما يجعل الزوجة تبحث عن شيء أخر تهتم به وغالبا
يكون لأولاد أو أمور أخرى, أو تفضيل الآخرين على الطرف الآخر, بمعنى
أن يفضل الرجل أهله أو أصدقاءه على زوجته, فيعطيهم وقته وماله
واهتمامه ويبخل على تلك المسكينة أو يقضي معظم وقته في المقاهي أو
مواقع التواصل وشبكة الانترنت للترويح عن نفسه متناسيا التزاماته
اتجاه زوجته وأطفاله, أو بالعكس تفضل المرأة أهلها أو صديقاتها على
زوجها, فيشعر الرجل بانتقاص وأنها في غنى حقيقي مما يؤدي إلى حالة
الفوضى وعدم الاستقرار في البيت مما يولد الإهمال والأنانية
واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات الأسرة وإلقاء المسؤولية دائما على
الطرف الآخر وهذه بعض الأسباب وليس كلها.
اكثر قراءة