akdak

المقالات

قسم الفكر الاسلامي

معنى قبح الظلم عليه تعالى

74

---------

إنّ معنى كون الظلم قبيحاً عليه سبحانه ليس هو حكم عبده عليه بشيء ، بل معناه أنّ العقل يدرك عدم مناسبته له ، وأنّه ممّا لا  ينبغي صدوره منه ، فلا  يرد أن الله سبحانه يستحيل أن يكون محكوماً لعباده ، مضافاً إلى ذلك : إنّ الظلم لوكان جائزاً ـ بالاضافة إليه سبحانه ـ فما وجه إرسال الرسل ، وإنزال الكتب لدعوة الناس إلى إطاعة الله تعالى ، وتبعيدهم عن مخالفته ؟ لأنّهما على هذا من اللغو الظاهر ، فإنّ كلاًّ من المطيع والعاصي يحتمل العقاب على فعله كما يحتمل الثواب ، فلا حاجة إلى الطاعة لجواز إثابته العاصي ومؤاخذة المطيع .

فإن قلت : إنّ اطاعة المطيع مستندة إلى ما وعده الله سبحانه على عمله من الحسنات والحور والقصور ، أو ما أوعده من السيّئات وإحراقه بالنار والويل والعذاب .

قلت : كيف يوثق بوعده تعالى ، ويطمئن بصدقه مع الالتزام بعدم قبح الكذب ، وخلف الوعد عليه ؟ تعالى الله علوّاً كبيراً .

وبالجملة : إنّ تجويز ارتكابه تعالى الظلم ممّا يهدم أساس الشرائع والأديان([1]) .

 

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] مصابيح الاُصول : 190 ـ 191 .