akdak

المقالات

قسم الأدب و اللغة

الكتب النحوية التعليمية والمنظومات

338

د. محمود فهمي حجازي

الكتب النحوية التعليمية والمنظومات:
عرف القرن الرابع الهجري اتجاهًا جديدًا لتأليف كتب تعليمية في النحو، وأول كتاب في هذه المجموعة هو كتاب الجمل للزجاجي، ت 337هـ، وقد ضم الزجاجي في كتابه "الجمل" كل أبواب النحو والصرف بأسلوب سهل موجز وألف ابن السراج، ت 316هـ، كتابًا تعليميًّا بعنوان "الموجز في النحو".
ثم ألف أبو علي الفارسي، ت 377هـ، كتابين تعليميين هما "الإيضاح في النحو" و"التكملة في الصرف" وألف ابن جني، ت 391هـ، كتابًا تعليميًّا هو "اللمع" وتختلف هذه الكتب مجتمعة عن الكتب النحوية السابقة عليها فالكتب التعليمية كتب موجزة واضحة الشواهد شاملة لكل الأبواب في عرض سهل وعبارة واضحة، ولذا دارت حولها دروس تعليم النحو عدة قرون، فكثرت شروحها بتعدد مدرسي هذه الكتب وقد اهتم الأندلسيون بكتاب "الجمل" للزجاجي فألفوا عليه أكثر من عشرين شرحًا.
وزادت الكتب النحوية التعليمية في القرن الخامس الهجري والقرون التالية زيادة ملحوظة وظهرت محاولات أخرى لوضع منظومات تعليمية تلخص النحو في منظومة أعدت لكي يحفظها التلاميذ. وأشهر هذه المحاولات ألفية ابن مالك، ت 672هـ، حاول ابن مالك أن ينظم كل قواعد النحو نظمًا لتكون

ص93

 

في قصيدة ألفية يسهل حفظها، يتركز جهد ابن مالك في الصياغة وترجيح رأي نحوي على آخر، فلقد كان ابن مالك وأبناء عصره أبعد الناس عن ملاحظة التغير اللغوي وتسجيل مادة جديدة أو النظر إلى مادة قديمة بمنهج جديد لقد أعجب معاصروه كما أعجبت القرون التالية ببراعة ابن مالك في صياغة ألفيته التي فاقت غيرها من الألفيات، فاهتم مدرسو النحو بشرحها وبتعليق الحواشي على شروحها، واستمرت حركة تأليف الشروح على الألفية دون انقطاع أكثر من خمسة قرون، ومن أشهر هذه الشروح شرح ابن عقيل، ت 769هـ، والأشموني، ت 929هـ، وقد وضع الصبان، ت 1206هـ، حاشية على شرح الأشموني، ولا تزال هذه المنظومات والشروح والحواشي تشغل ساعات دراسة النحو في أكثر المعاهد العلمية المهتمة بذلك.

ص94